قصص كرويةالأندية

كيف كان طريق ريال مدريد نحو لقب العاشرة؟

لم يتمكن ريال مدريد لأكثر من عشر سنوات من تحقيق لقب العاشرة في بطولته المفضلة دوري الأبطال،شهد الفريق تغييرات في اللاعبين والمدربين وحتى في الرؤساء. لكن في موسم 2013-2014، استقر النادي أخيرًا على المدرب الإيطالي الشهير كارلو أنشيلوتي، الذي كان له الفضل في فك هذه العقدة.

كيف تجند ريال مدريد لهذه المهمة؟

من أجل المنافسة على لقب العاشرة، كان لا بد من أن يجري ريال مدريد تغييرات جذرية في صفوفه. شهد موسم الانتقالات نشاطًا كبيرًا للنادي، حيث كان الرئيس فلورنتينو بيريز يسعى لجلب نجم كبير يساند كريستيانو رونالدو. كانت “الخطة أ” هي التعاقد مع نيمار، لاعب سانتوس البرازيلي، لكن اللاعب اختار في النهاية الانتقال إلى برشلونة بعد منافسة طويلة.

أما “الخطة ب” فكانت التعاقد مع النجم الويلزي غاريث بيل من توتنهام. شهدت المفاوضات بين الناديين شد وجذب طوال صيف 2013، وفي النهاية، تمكن الملكي من حسم الصفقة التي سجلت رقمًا قياسيًا في تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمتها 100 مليون يورو، مما جعل بيل أغلى لاعب في العالم آنذاك.

ريال مدريد وصفقة غاريث بيل

شهد ميركاتو النادي الملكي في ذلك الصيف تغييرات كبيرة ومفاجآت لعشاقه. كانت البداية مع انتقال النجم مسعود أوزيل إلى أرسنال في صفقة قدرت بـ47 مليون يورو، مما شكل صدمة للجماهير.

تلا ذلك انتقال الأرجنتيني غونزالو هيغوايين إلى نابولي، حيث انضم أيضًا كل من خوسي كاييخون وراؤول البيول إلى الفريق ذاته. كما عاد البرازيلي ريكاردو كاكا إلى ميلان الإيطالي في صفقة انتقال حر.

فيما يتعلق بعمليات شراء اللاعبين، بلغ إنفاق ريال مدريد في سوق الانتقالات حوالي 176 مليون يورو. بعد الصفقة الكبرى لغاريث بيل، تم التعاقد مع نجم ملقا الإسباني إيسكو، التي قدرت قيمتها بـ30 مليون يورو.

كما تعاقد النادي مع الإسباني الآخر أسير إياراميندي، لاعب ريال سوسيداد، الذي يعتبره النادي البديل المثالي لتشابي ألونسو مقابل 35 مليون يورو. بالإضافة إلى ذلك، استعاد النادي لاعبين مثل داني كارفخال وكاسيميرو، وصعد مجموعة من اللاعبين من الفريق الرديف، بما في ذلك الموهوب خيسي رودريغيز، وألفارو موراتا، والمدافع ناتشو فيرنانديز.

بداية المشوار

في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا، زار الفريق الملكي تركيا لمواجهة غلطة سراي، حيث تمكن زملاء كريستيانو رونالدو من تحقيق انتصار ساحق بنتيجة 6-1، سجل الدون ثلاثة أهداف منها.

ريال مدريد ضد غلطة ساراي موسم 2013-2014

كما حقق ريال مدريد فوزًا آخر على يوفنتوس، حيث انتهت المباراة بفوز الملكي 2-1، وكان رونالدو هو من سجل الأهداف.

لم يواجه الفريق الملكي أي صعوبة في دور المجموعات، واستمر في تقديم أداء متميز وإقناع خلال المباريات، متصدرًا المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة.

في دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، واجه ريال مدريد نادي شالكه الألماني في مباراة الذهاب على ملعب الأخير. وحقق الفريق الملكي انتصارًا ساحقًا بنتيجة 6-1، حيث سجل كل من الفرنسي كريم بنزيما والويلزي غاريث بيل ثنائية، بالإضافة إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

هذا الفوز الكبير ساعد الريال على تخطي حاجز نفسي كان يلازمه في الملاعب الألمانية، حيث فاز في مباراة واحدة من أصل 25 مواجهة سابقة. وفي مباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو، جدد الفريق فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف.

الطريق نحو لقب العاشرة

ريال مدريد ضد دورتموند

الطريق نحو لقب العاشرة: ريال مدريد ضد بروسيا دورتموند دوري الأبطال 2013-2014

بدأت رحلة ريال مدريد نحو لشبونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث واجه الفريق الألماني بروسيا دورتموند، الذي حرم الملكي من اللعب في النهائي في الموسم السابق.

أقيمت مباراة الذهاب على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث أظهر الريال نواياه مبكرًا بتسجيل أول الأهداف في الدقيقة الثالثة عن طريق الويلزي غاريث بيل. وبعدها، عزز إيسكو النتيجة بإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 27. وفي مطلع الشوط الثاني، اختتم كريستيانو رونالدو المباراة بتسجيله الهدف الثالث، مما مهد الطريق للريال نحو التأهل.

أقيمت مباراة الإياب على ملعب سيغنال إيدونا بارك، وكانت من أصعب المواجهات التي خاضها ريال مدريد. كان دورتموند قريبًا من قلب النتيجة لصالحه.

في بداية المباراة، حصل الريال على ركلة جزاء في الدقيقة 17، ولكن الأرجنتيني أنخيل دي ماريا أضاعها، مما أضاع فرصة لإنهاء اللقاء مبكرًا. بعد ذلك، لم يتأخر أصحاب الأرض في افتتاح التسجيل، حيث استغل ماركو رويس خطأ فادحًا من البرتغالي بيبي، الذي حاول إعادة الكرة برأسه إلى حارس مرماه، ليخطف رويس الكرة ويمررها من بين يدي كاسياس مسجلاً الهدف الأول.

ثم استغل بوروسيا دورتموند هفوة دفاعية أخرى، حيث اقتنص ريوس كرة من يارامندي وأحرز الهدف الثاني. لم يسجل ريال مدريد أي فرصة تذكر خلال الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم دورتموند.

شعر المستر كارلو بالخطر فدفع بإيسكو بدلاً من يارامندي مع بداية الشوط الثاني. واصل الجراد الأصفر محاولاته، لكن تألق القائد كاسياس وتصديه للعديد من الكرات، بالإضافة إلى القائم، أنقذ الميرينغي من مأزق كبير.

وبهذا، تأهل ريال مدريد إلى نصف النهائي بشق الأنفس، ليضرب موعدًا مثيرًا أمام بايرن ميونيخ، بقيادة غريمهم السابق بيب غوارديولا.

ريال مدريد ضد البايرن

تكرر لقاء نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الذي شهد إقصاء حزين لريال مدريد أمام بايرن ميونيخ قبل عامين، حيث تبخر حلم العاشرة. لكن الأوضاع كانت مختلفة هذه المرة، إذ كان أمام رفقاء كريستيانو رونالدو مباراتان للتأهل إلى النهائي.

في المباراة الأولى على ملعب سانتياجو برنابيو، سيطر بايرن ميونيخ على مجريات اللعب، وخاصة في الشوط الأول، ولكنه افتقر إلى اللمسة الأخيرة وفشل في خلق فرص محققة. واستغل لاعبو ريال مدريد هذا الوضع، حيث شنوا هجمات مرتدة خطيرة، وأسفر أحدها عن هدف المباراة الوحيد بواسطة كريم بنزيما. وبذلك، أبقى الفريقان على آمالهما قائمة قبل لقاء الإياب في ألمانيا.

بعد نهاية المباراة، صرح مدرب بايرن ميونيخ بيب غوارديولا في المؤتمر الصحفي أن الفريق الملكي لم يتمكن من تمرير ثلاث كرات متتالية، وأشار إلى أن ريال مدريد لطالما عُرف بتكتيكه الدفاعي واعتماده على الهجمات المرتدة. شبه الملكي بفريق ألعاب قوى، مما أثار ردود فعل قوية في الصحافة الإسبانية وأشعل معركة إعلامية.

ريال مدريد ضد بايرن ميونيخ موسم 2013-2014

قابل ريال مدريد هذا التحدي بهدوء وتركيز، حيث أكد المدرب كارلو أنشيلوتي على أهمية تسجيل هدف في أليانز أرينا. وأوضح أن فريقه يركز فقط على الملعب وأداء اللاعبين، دون الاهتمام بما يحدث خارجه أو بالتصريحات التي تُثار في الإعلام.

كانت الثقة الزائدة من الجانب البافاري وتوعد لاعبيهم عنوانًا رئيسيًا في الصحف استعدادًا لمباراة الإياب بين الفريقين. كما أدلى كارل هاينز رومينيجيه بتصريح مثير، حيث وعد الملكي بأنهم سيواجهون “جحيمًا” في أليانز أرينا، قائلاً: “هذا الثلاثاء… في لقاء العودة… سنحرق كل شيء… حتى أشجار ميونيخ.”

استقبل ملعب أليانز أرينا مباراة الإياب،وتمكن أنشيلوتي من إغلاق جميع المساحات أمام الفريق البافاري، معتمدًا على الهجمات المرتدة والكرات الثابتة.

افتتح سيرجيو راموس التسجيل في الدقيقة 15 برأسية متقنة من ركلة ركنية نفذها الكرواتي لوكا مودريتش. وبعد خمس دقائق، عاد راموس ليضيف الهدف الثاني برأسية أخرى، دون أي مضايقة من مدافعي بايرن ميونيخ، في مشهد صادم للفريق الألماني.

حاول بايرن ميونيخ تهديد مرمى كاسياس عبر محاولة من ريبيري في الدقيقة 24، لكن الكرة مرت بجانب الشباك. وفي هجمة مرتدة رائعة، تمكن كريستيانو رونالدو من تسجيل الهدف الثالث لفريقه بعد لمسات سريعة، ليكسر الرقم القياسي المسجل باسم الأرجنتيني ميسي ويصل إلى 15 هدفًا في بطولة واحدة أنذاك.

رونالدو يكسر رقم ميسي ويصل للهدف رقم 15 في بطولة واحدة من مسابقة دوري الأبطال

ومع بداية الشوط الثاني، واصل البافاري الاستحواذ على الكرة كما اعتاد، ولكن دون جدوى أمام دفاع ريال مدريد المنظم والصلب. وأنهى رونالدو مهرجان الأهداف في الدقيقة 90 عبر ضربة حرة مباشرة لعبها من تحت الحائط، لتسكن شباك نوير، مما منح الملكي انتصارًا كبيرًا في تلك المواجهة.

كانت “ليلة حرق أشجار ميونيخ” واحدة من أجمل ليالي عشاق ريال مدريد، حيث قدم الملكي مباراة مثالية بالفوز على بايرن ميونيخ برباعية نظيفة، ليعطي درسًا لا يُنسى. مع هذا الانتصار الكبير، تبقى خطوة واحدة فقط للفوز باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا.

ليلة القبض على لقب العاشرة “لاديسيما”

في الشوط الأول، تلقى ريال مدريد الهدف الأول من الأوروغوياني دييغو غودين لصالح أتلتيكو مدريد، لينتهي الشوط بتقدم أتلتيكو بهدف نظيف.

توالت محاولات الريال في الشوط الثاني، حيث ضغط الفريق بكل قوته لكن الأمور أصبحت صعبة، وبدأ التوتر يتصاعد في الملعب. كان شعور الإحباط يتسلل إلى قلوب الجماهير، وكأن اللقب العاشر قد ضاع بالفعل. ولكن في الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لفوز أتلتيكو بالمباراة، حدث شيء غير متوقع.

لقب العاشرة عن طريق رأسية راموس

ظهرت رأسية سيرجيو راموس التي خطفت قلوب المدريديين، محققة هدف العاشرة بامتياز. انتهت المباراة بفوز ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف، ليعتلي الملكي هرم القارة الأوروبية مضيفًا لقبًا وكأسًا غاليا وكانت البداية لأفراح الميرنغي في السنوات المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى