ما هي أوجه التشابه بين آرني سلوت ويورجن كلوب؟
عين نادي ليفربول الإنجليزي المدرب الهولندي آرني سلوت ليكون خليفة المدرب الألماني يورغن كلوب في قلعة الريدز. وتميز آرني سلوت بأسلوبه الهجومي وقدرته الكبيرة على تطوير إمكانيات اللاعبين، مما ظهر جليًا في الأندية التي أشرف عليها. ساهمت هذه العوامل كلها في اتخاذ قرار تعيينه.
لماذا بالتحديد آرني سلوت
لم يكن نادي ليفربول واضحًا في تحديد خليفة يورغن كلوب، خصوصًا بعد قرار الإسباني تشابي ألونسو بالبقاء مع نادي بايرن ليفركوزن. ارتبطت العديد من الأسماء بفرصة تدريب ليفربول، مثل ستيفن جيرارد ومدرب برايتون السابق، الإيطالي روبيرتو دي زيربي، بالإضافة إلى أسماء أخرى. ومع ذلك، كشفت تقارير عدة في إنجلترا عن تفضيل إدارة الريدز لمدرب نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، روبن أموريم.
مع مرور الأيام، تغير موقف ليفربول بشأن التعاقد مع روبن أموريم. وفقًا لبعض الأخبار، كان الشرط الجزائي وأسلوب لعبه، الذي يعتمد على ثلاثة مدافعين، إلى جانب خطة طويلة المدى، غير متوافقين مع الفريق الحالي وفلسفة النادي المطبقة على جميع الفئات العمرية.
نتيجة لذلك، تم توجيه الأنظار نحو المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي يشرف على فريق فينورد روتردام، حيث قاد ناديه للفوز بلقب الدوري الهولندي لأول مرة منذ 17 عامًا، بالإضافة إلى تحقيقه كأس هولندا، مما جعله مرشحًا مثاليًا لخلافة يورغن كلوب.
يمتلك آرني سلوت أفضل دفاع في الدوري الهولندي وثاني أفضل هجوم، ويعتمد على خطط تكتيكية مثل (4-2-3-1) و(4-3-3)، وهي مناسبة تمامًا لأسلوب لعب الريدز. وقد أعرب المسؤولون في القلعة الحمراء عن إعجابهم بقدرة سلوت على تطوير اللاعبين الشباب، حيث نجح في تصعيد بعض المواهب إلى الفريق الأول.
أوجه التشابه بين آرني سلوت و كلوب
الاستحواذ على الكرة
يعتمد آرني سلوت على تشكيلين رئيسيين: (4-2-3-1) و(4-3-3)، حيث أن النهج الأخير يتشابه مع الأسلوب الذي اتبعه يورغن كلوب في ليفربول على مدار السنوات الماضية. تشير الإحصائيات المتعلقة بسلوت إلى أن فريقه السابق، فينورد، كان ثاني أكثر الأندية استحواذًا على الكرة في موسم 2022-23، بمعدل (7.8) من (10) في المباراة الواحدة. وفي موسم 2023-24، حققت كتيبة سلوت استحواذًا قدره حوالي (7.0)، متفوقة فقط على مانشستر سيتي، الذي بلغ معدل استحواذه حوالي (7.5).
دمج اللاعبين الشباب في الفريق الأول
يمتاز المدرب آرني سلوت بتقديم الدعم للاعبين الأصغر سنًا، حيث أبدى إيمانه بقدراتهم. في موسم 2022-23، الذي شهد فوز فينورد بلقب الدوري الهولندي، كان هناك خمسة لاعبين فقط من فريقه تزيد أعمارهم عن 25 عامًا وشاركوا في 11 مباراة على الأقل.
أما في موسم 2023-24، فقد ركز سلوت بشكل كبير على اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا، حيث يُعتبر حارس المرمى تيمون فيلينرويثر اللاعب الوحيد الذي يتجاوز عمره 26 عامًا وشارك في 40% على الأقل من المباريات.
سلوت مدرب غير متطلب
لم يتجاوز إنفاق فينورد 8 ملايين يورو على أي لاعب في تاريخ النادي، مما يبرز قدرة سلوت على تعزيز قيمة لاعبيه وتطوير مهارات الشباب. يعكس هذا الجانب من أسلوبه تشابهًا مع نهج كلوب، رغم عدم وجود ضمانات للنجاح. إلا أن أفكار سلوت تبدو متوافقة مع العديد من الأهداف التي يسعى ليفربول لتحقيقها.
نجاح سلوت دون إنفاق كبير
وبعيدًا عن أسلوبه الهجومي، أظهر المدرب الجديد لليفربول، آرني سلوت، قدرته على تحقيق النجاح دون الحاجة لإنفاق مبالغ ضخمة. هذه السمة تجعل فريق ليفربول، الذي يعتبر نموذجًا ماليًا مكتفيًا ذاتيًا، متوافقًا مع منهجه، ويتشارك هذه الرؤية أيضًا مع سلفه كلوب.
المدربون الذين تأثر بهم سلوت
تأثر آرني سلوت بشكل كبير بأسلوب بيب غوارديولا، ولم يخفي إعجابه بأفكار مدربين آخرين مثل مارسيلو بيلسا ويورغن كلوب. وقال جون فان دن بروم، المدير الفني السابق لفريق ألكمار الهولندي، والذي كان سلوت أحد مساعديه، لصحيفة “ذا أثلتيك”: “لقد استخدمنا الكثير من مقاطع الفيديو لمانشستر سيتي وبايرن ميونيخ، وكان سلوت مهووسًا ببيب”.
تأثير سلوت وأسلوبه
كما أشار سلوت دائمًا إلى أهمية اللعب بطريقة هجومية بحتة، حيث كان شغله الشاغل كيفية الاستفادة من إمكانيات اللاعبين وتوضيح طريقة اللعب لهم. يتميز أيضًا بالابتكار والبحث عن أفكار جديدة. وقبل رحيله، وافق الألماني يورغن كلوب على تعيين سلوت، معبرًا عن إعجابه بأسلوب لعب فريقه والأشياء التي سمعها عنه على الصعيد الشخصي، حيث اختصر كلوب ذلك بجملة: “مدرب جيد ورجل جيد”.
اهتمام سلوت بالأرقام وقاعدة البيانات
تتوافق رؤية سلوت العلمية للتدريب مع شعار ليفربول القائم على البيانات، حيث كان الهولندي واعيًا لرغبته في اتباع نهج صارم وجاد في المباريات، مع مراعاة ضرورة الحفاظ على توازن التدريبات لتفادي إرهاق لاعبيه.
يعتبر الاهتمام بالتفاصيل جزءًا أساسيًا من أسلوب إدارته، حيث عمل بشكل مكثف مع فرق جمع البيانات واللياقة البدنية في فينورد، محاولًا مراقبة ما إذا كانت أرقام اللاعبين تتراجع بأي شكل مما يجعلهم عرضة للإصابات. كما كان ينصح اللاعبين بالاعتناء بأجسامهم بشكل جيد.