لاتسيو: قصة تحقيق لقب الدوري الايطالي
قصة لاتسيو والسكوديتو كانت استثنائية عندما يتحدث عاشق أو متابع للدوري الإيطالي عن أبرز النسخ التنافسية للكالتشيو، فإن موسم 1999-2000 بالطبع سيكون من بينها. كان هذا الموسم مليئًا بالمفاجآت، وقد حسم الفريق العاصمي اللقب في اللحظات الأخيرة من الموسم،فكيف حقق النسور هذه البطولة؟
جيل لاتسيو الذهبي
انطلق جيل لاتسيو الذهبي بداية من موسم 1997 تحت قيادة المدرب غوران إريكسون، الذي قاد الفريق لتحقيق اللقب الثاني في كأس إيطاليا وفوزه بكأس السوبر الإيطالي في العام التالي. وتمكن أيضًا من بلوغ نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، حيث خسر بثلاثية أمام إنتر ميلان. في عام 1999، حقق لاتسيو لقب كأس الكؤوس الأوروبية على حساب ريال مايوركا بفضل هدف نيدفيد، مما جعله يتأهل لخوض كأس السوبر الأوروبي ضد مانشستر يونايتد، بطل دوري أبطال أوروبا، ونجح في الفوز بهذه البطولة بفضل هدف سالاس.
أحرز النسور أول لقب لهم في كأس السوبر الأوروبي كل هذه الإنجازات أشارت إلى موسم استثنائي في الدوري الإيطالي، وكانت محاولة جادة من لاتسيو لكسر هيمنة يوفنتوس وميلان على لقب السكوديتو.
ميركاتو لاتسيو في موسم 99-00 :
في بداية سوق الانتقالات لموسم 99-00، خسر لاتسيو لاعبه كريستيان فيري الذي انتقل إلى نادي إنتر ميلان بصفقة بقيمة 40 مليون يورو. ومع ذلك، قامت الإدارة برد فعل قوية من خلال التعاقد مع فيرون من بارما، الذي كان لاعبًا بارزًا في ذلك الوقت، ودييغو سيميوني من إنتر ميلان، بالإضافة إلى استعارة سيموني إنزاغي من نابولي.
وتضمنت الصفقات أيضًا الحفاظ على العناصر المميزة في الفريق مثل صخرة الدفاع أليساندرو نيستا وبافيل نيدفيد، والمهاجم المتألق مارسيلو سالاس، بالإضافة إلى المخضرم روبرتو مانشيني.
الدوري الايطالي موسم 1999-2000 : بداية المشوار
بدأ لاتسيو الدوري ببداية قوية وناجحة حيث حققوا الفوز في ست مباريات وتعادلوا في ثلاث أخرى، من بينها تعادلهم أمام قطبي مدينة ميلانو. التعادل الأول كان أمام إنتر ميلانو بهدف لكل فريق، بينما تعادلوا مع ميلان في مباراة مثيرة انتهت بنتيجة 4-4، حيث كانت النادي متقدم بثلاثة أهداف مقابل هدف قبل أن يسجل شيفتشينكو هاتريك لفريقه، ونجح سالاس في تسجيل الهدف الرابع للاتسيو لينقذ النقاط من هذه المباراة.
لكن المباراة المقابلة لروما كانت صعبة على النادي حيث خسروا بأربعة أهداف مقابل هدف، وتلاها تعادل سلبي مع المنافس المباشر يوفنتوس. بالإضافة إلى ذلك، تعرض لاتسيو لهزيمة من فينيسيا بهدفين دون رد في الجولة 15، وكان التعادل السلبي مع ريجينا في الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب كافيًا ليحتل الفريق المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن المتصدر يوفنتوس.
انتفاضة في مرحلة الاياب:
بدأ زملاء نيستا مرحلة الإياب بتعادل سلبي أمام كالياري، وحقق الفوز على نادي باري وكذلك على تورينو، بالإضافة إلى التعادل مع بارما. في الجولة الـ22، التقى النسور نادي الميلان على ملعب سان سيرو وخسروا بنتيجة 2-1. سجل الميلان هدفين من ركلتي جزاء في هذه المباراة، وقلصت كتيبة اريكسون الفارق بهدف من سيموني إينزاغي. وبذلك ارتفع الفارق بين لاتسيو والمتصدر يوفنتوس إلى 4 نقاط كاملة.
بعد فوزهم على أودينيزي، سجل نيدفيد هدفاً ضد ليتشي، مما جعل فريق لاتسيو يتقدم إلى المركز الثاني بفارق 4 نقاط فقط عن يوفنتوس، الذي كان على القمة. كانت الأمور في المسار الصحيح، ولكن التعادل المخيب للآمال أمام إنتر في الأولمبيكو، والهزيمة بهدف نظيف أمام فيرونا، زادا الفارق إلى تسع نقاط وذلك قبل ثمانية جولات من نهاية البطولة.
واصل الفريق مشواره بآمال في تعثر يوفنتوس، وفي الجولة الـ27 لعب لاتسيو ضد نادي روما في الأولمبيكو، بينما واجه يوفنتوس نادي ميلان في السان سيرو. على الرغم من تقدم مونتيلا لروما في الدقيقة الثانية، إلا أن النسور استطاعوا تعديل الكفة بفضل هدف نيدفيد. ومن ثم تقدموا عن طريق فيرون، لينهي المباراة بفوز مثير. في المقابل، خسر يوفنتوس بثنائية نظيفة أمام ميلان، مما جعل فارق بينهما يتقلص إلى 6 نقاط فقط.
المباراة القادمة كانت في تورينو أمام المنافس المباشر يوفنتوس. تمكن دييغو سيميوني من خطف الفوز لصالح الفريق برأسية قادتهم للفوز بثلاث نقاط مهمة، وقلصت الفارق بين الفريقين إلى 3 نقاط فقط. بعد ذلك، تغلب لاتسيو على بيروجيا، لكنه سقط في فخ التعادل أمام فيورنتينا بثلاثة أهداف لمثلها، بفضل هدف قاتل من باتيستوتا لصالح الفيولا، مما جعل الفارق يصبح خمس نقاط وأعاد أبناء العاصمة إلى حالة من عدم اليقين.
بعد ذلك، فاز لاتسيو على كل من فينيسيا وبولونيا، بينما خسر يوفنتوس على أرضه، مما جعل الفارق يصبح نقطتين فقط بين الفريقين في ترتيب الدوري الإيطالي لموسم 1999-2000.
لاتسيو بطلا للدوري الايطالي بعد يوم أخير مثير:
واجه لاتسيو ريجينا في ملعب الأولمبيكو بالعاصمة روما، في حين لعب يوفنتوس ضد بيروجيا على ملعب الأخير. الأمور تُركت للاعبين والدعم الجماهيري، حيث حقق لاتسيو فوزًا سهلاً على ريجينا بثلاثية نظيفة. كان هناك انتظار لمباراة يوفنتوس وبيروجيا التي تأخرت بسبب هطول الأمطار، مما أدى إلى تأخيرها وتوقف لمدة ساعة تقريبًا قبل استئنافها. خلال هذه الفترة، رفع الآلاف من مشجعي نادي العاصمة أجهزة الراديو للاستماع بهدوء إلى تطورات مباراة بيروجيا ويوفنتوس.
تسديدة من أليساندرو كالوري هزت ملعب الأولمبيكو بعد هدف لاعب بيروجيا، مما جعل لاعبي وجماهير النادي يتابعون المباراة عبر الراديو من الملعب وسط توتر كبير. انتهت المباراة عندما أعلن حكم المباراة صافرة النهاية، حيث انطلقت الاحتفالات ونزلت الجماهير إلى أرض الملعب. بعد أن كان متأخرًا بـ 9 نقاط، أنهى لاتسيو الموسم برصيد 72 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن يوفنتوس الوصيف في جدول ترتيب الدوري الإيطالي لموسم 1999-2000.
ليكون واحداً من أفضل مواسم الكالتشيو والأكثر إثارة ويصنع النسور أفضل عودة في تاريخ ناديهم،تأتي مُعلنة فوز لاتسيو بالدوري وإنهاء سطوة ميلان ويوفنتوس الكبيرة على السكوديتو، التي استمرت لثمانية سنوات متتالية.
