كيف بدأ غوارديولا في صقل موهبة ميسي ؟
عندما أستلم المدرب الاسباني بيب غوارديولا زمام الأمور في نادي برشلونة،عمل بشكل أساسي ورئيسي في صقل موهبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي،بداية من الاستعانة بمختصي التغذية الذين غيروا عادات الفريق السيئة.كان الهدف الأساسي من وراء هذا الأمر هو تحسين الأداء والوقاية من الإصابات العضلية عن طريق التغذية المناسبة.
قصة غوارديولا و النظام الغذائي
في تلك الفترة وبحسب ماذكر في السيرة الذاتية للنجم الارجنتيني كان لا يزال عمره 21 عاما يحب تناول شطائر الهامبرجر والمشروبات الغازية، ولكنه وجد مع مدربه إصرارا غريبا على الاعتناء بالجانب الغذائي اكثر عن طريق تعيين اختصاصي تغدية مخصص له بصورة منفردة.
أجبر الفيلسوف الاسباني اللاعبين على تناول الطعام معا في المدينة الرياضية (وهذه العادة اعادها مدرب برشلونه السابق تشافي هيرنانديز) وبأمر منه اختفت ماكينات بيع الشوكولاتة والبطاطس المقلية وجميع الاشياء التي قد تتسبب في مشاكل على مستوى النظام الغذائي،كل الأشياء التي كان يتناولها ليو من قبل لم تعد موجودة، حتى بالنسبة للأطعمة التي كان يتناولها في الخارج مثل البيتزا وغيرها لم يعد لها مكان في نظامه الغذائي.
توظيف ميسي في أرض الملعب
لم يعتمد جوارديولا خلال الموسم الأول على النجم الأرجنتيني في مركز رأس الحربة في ظل تواجد الكاميروني صامويل ايتو.ومن أجل الاعتناء بموهبة الارجنتيني عمل على شقيين رئيسيين:
الشق النفسي والمعنوي:
خلال أول موسم لم يتوقف المدرب عن القول إن ليونيل ميسي هو أفضل لاعب في العالم مرارا وتكرارا، وهذا الأمر بدأ يرفع من معنوياته، حيث كان بيب يرى أنه على الرغم من وجود عائلة تدعم اللاعب الأرجنتيني، إلا أنه كان يحتاج لمزيد من الحب والرعاية داخل نادي برشلونة ،الأمر الذي ساهم بشكل ايجابي في مردود ليونيل ميسي في أرض الملعب.
الشق الفني والتكتيكي:
كان يلعب ليونيل في اول مواسم بيب في مركز جناح وهمي يميل للعمق باتجاه مركز قلب الهجوم،رغم سوء التزاماته بالواجبات الدفاعية، الا أن الحصيلة النهائية والشاملة لهذا الامر لم تكن بذلك السوء،فبحلول شهر ابريل من موسم 2008-2009 احرز 30 هدفا،
صرح بيب غوارديولا قائلا : “لم أضع ميسي جناحا لكي أجهزه للعب في قلب الهجوم، هذه كانت عملية مختلفة، ما عرفته عن ليو أنه يتحدث في الملعب ويثبت كل شيء”
انطلاق فكرة المهاجم الوهمي:
تتمثل واجبات المهاجم الوهمي حول أربع نقاط ومهام أساسية،هي الربط بين خطي الوسط والهجوم، وتمويل المهاجمين بالكرات، وصناعة الأهداف، واخيرا التهديف، ويمكن أن تضاف إليهم بعض المهام الأخرى حسب مهارات كل لاعب،مثل التسديد القوي، واحراز الأهداف عن طريق الضربات الثابتة والتسديد الناجح لضربات الجزاء.
لعب البولغا فترات طويلة في مركز الجناح على اليمين، إيتو في العمق، وهنري كمهاجم مقلوب على اليسار، في رسم خطة 4-3-3 خلال موسم 2008-2009، حتى لقاء الستة-اثنين في ملعب السانتياجو برنابيو .
كانت مباراة الكلاسيكو تأتي بين مباراتي نصف نهائي دوري الأبطال مع تشيلسي والليجا في الرمق الأخير ،وريال مدريد تحت قيادة خواندي راموس الذي تمكن من تحقيق سبعة انتصارات متتالية ليصبح على بعد 4 نقاط فقط من برشلونة المتصدر وفي ظل تبقي خمس جولات على نهاية الليغا.
كان جوارديولا متأكدا من أنه سيحقق الفوز بعد أن اكتشف الكيفية الملائمة، لذلك جهز بعض مقاطع الفيديو وسعى للتحدث مع ليو منفردا بخصوص تغيير تكتيكي واثقا بأنه سيضر ريال مدريد كثيرا.
شاهد بيب مع ليو سوية بعض المقاطع والأشرطة المسجلة ولاحظوا انه اذا ماتحرك في قلب الملعب فقد يتلقى الكثير من الكرات، هذا كان الهدف الرئيسي، ولكن بعده تأتي الصعوبة، لدى البرغوث الأرجنتيني المساحة ويجب عليه التقدم في الأمتار العشرين الأخيرة.
وأبرز بيب جوارديولا في احد المقابلات أن أسلوب ليونيل ميسي يعتمد على الحدس، وبالتالي يجب أن تمنحه الحرية، يوجد لاعبون يطالبون بهذه الحرية ولكن حينما تمنحها لهم لا يقدمون شيئا، وهذا أمر مختلف مع الأرجنتيني.
انشغلت أطراف الريال بمواجهة أظهرة البارسا المتقدمة، بينما ظل الدفاع متربصا في مناطقه من أجل الحد من خطورة جناحين برشلونة في منطقة الجزاء. وبقي ليونيل ميسي حرا طليقا خارج الصندوق، أمام كلا من تشافي وإنييستا. صار هناك 3-4 لاعبين من برشلونة بالعمق أمام الثنائي المحوري لمدريد، لذلك تفوق البارسا بلاعب إضافي.انتهى اللقاء الشهير بنتيجة 6-2 لصالح البلاوجرانا وأداء عالمي وغير مسبوق ومنتظر من جهة ميسي.
و في سنة 2012 أبهر الثنائي العالم حينما لعب ليو كمهاجم وهمي قريب من المرمى، ليسجل أهدافاً كثيرة ويحطم الأرقام تلو الأخرى، بوصوله إلى 91 هدفا خلال عام واحد في سابقة استثنائية وإعجازية حتى يومنا هذا.