أبرز البطولات والألقابكأس العالم

كأس العالم 2010: ذكريات المونديال الافريقي

تُعتبر نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا الأولى من نوعها في القارة الإفريقية. قدمت بلاد البافانا بافانا بطولة استثنائية تركت أثراً عميقاً في قلوب عشاق كرة القدم. فكيف كانت مجريات هذه البطولة، وما أبرز المباريات والأحداث التي لا يمكن نسيانها؟

أحداث ماقبل المونديال

تُعتبر جنوب أفريقيا الدولة الأولى التي تنظم كأس العالم 2010 في القارة الإفريقية، بعد منافسة قوية مع المغرب. ورغم ذلك، واجهت البلاد انتقادات واسعة، حيث ظهرت شائعات في عامي 2006 و2007 تفيد بإمكانية نقل البطولة إلى دولة أخرى. لكن جنوب أفريقيا، مستلهمة من روح نيلسون مانديلا، قبلت التحدي وأعدت نسخة استثنائية من كأس العالم.

وتم الكشف عن الكرة الرسمية للبطولة، المسماة “جابولاني”، والتي تعرضت لانتقادات من حراس مرمى معروفين مثل بوفون وكاسياس. كما شهدت التصفيات بعض اللحظات المثيرة، مثل المواجهة الشهيرة بين مصر والجزائر في مباراة أم درمان، وهدف عنتر يحيى الشهير.

لمسة يد تيري هنري ضد ايرلندا

أما في تصفيات القارة الأوروبية أثارت مباراة فرنسا وإيرلندا جدلاً واسعا بسبب لمسة يد من تييري هنري احرز على اثرها منتخب فرنسا هدفاً في اللحظات الأخيرة، مما منح فرنسا التأهل. ورغم المطالبات الإيرلندية بإعادة المباراة، رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم هذا الطلب.

استمرت التحضيرات بشكل مكثف لهذا الحدث العالمي، حيث كان الجميع يتطلع إلى بطولة مميزة، وكانت أصوات الفوفوزيلا تملأ سماء جنوب أفريقيا.

كأس العالم 2010: دور المجموعات

افتتحت بطولة كأس العالم بمواجهة قوية بين منتخب جنوب أفريقيا، صاحب الأرض، والمنتخب المكسيكي، في إطار المجموعة الأولى التي ضمت أيضاً منتخبي أوروجواي وفرنسا. وقد نجح تشابالالا في تسجيل الهدف الأول لمنتخب جنوب أفريقيا في الدقيقة 55 من المباراة بتسديدة رائعة، ليكون أول هدف يُسجل في البطولة. لكن المنتخب المكسيكي تمكن من تسجيل هدف التعادل لاحقاً.

احتفالية لاعبي جنوب افريقيا

شهدت هذه المجموعة مفاجأة من العيار الثقيل تتمثل في إقصاء المنتخب الفرنسي، وصيف بطل العالم في نسخة 2006، حيث قدم أداءً مخيباً للآمال.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تذيل المنتخب الفرنسي المجموعة في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة فقط. عانى “الديوك” من عدة انشقاقات بعد حادثة رياضية كبيرة، حيث شهدت البطولة أزمة بين اللاعبين الذين أضربوا عن التدريبات عقب طرد اتحاد الكرة لزميلهم نيكولا أنيلكا، مما اعتُبر من أسوأ الأزمات في تاريخ الكرة الفرنسية.

في المجموعة الثانية، وبتوجيه من الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، تصدر منتخب الأرجنتين، الملقب بالتانغو، مجموعته محققاً العلامة الكاملة. وجاءت كوريا الجنوبية في المركز الثاني، محتلةً الوصافة في هذه المجموعة.

في المجموعة الثالثة من منافسات كأس العالم 2010 ، اشتد الصراع على الصدارة بين منتخب إنجلترا والمنتخب الأمريكي، حيث تمكنت بلاد العام سام من تصدر المجموعة بفارق الأهداف. كما شهدت هذه المجموعة تواجد المنتخب الجزائري، الذي كان ممثل العرب الوحيد في البطولة. ورغم عدم تمكنه من التأهل إلى الدور التالي، إلا أن زملاء كريم زياني قدموا أداءً مشرفاً في مباراتهم ضد منتخب “الأسود الثلاثة” بنجومها الكبار، حيث أجبروا إنجلترا على التعادل بدون أهداف.

تصدرت ألمانيا مجموعتها رغم الهزيمة المفاجئة أمام صربيا بهدف نظيف، حيث تمكنت من تحقيق الانتصار في باقي المباريات. ورافقهم إلى الدور التالي منتخب غانا، الذي احتل المركز الثاني في المجموعة من بطولة كأس العالم 2010 .

تأهل رفقاء أريين روبن إلى دور الـ16 بالعلامة الكاملة وبدون أدنى صعوبة، حيث حققوا انتصارات متتالية في جميع مبارياتهم. وانضم إليهم منتخب اليابان، الذي احتل المركز الثاني في المجموعة.

شهدت المجموعة السادسة من نهائيات مسابقة كأس العالم 2010 أكبر مفاجأة في البطولة، حيث ودع بطل العالم المسابقة مبكراً واحتل المركز الأخير. بعد تعادل رفقاء الحارس بوفون في مباراتين، سقط أبطال العالم أمام سلوفاكيا في المباراة الأخيرة بنتيجة 3-2. وبهذا، تأهل كل من باراغواي وسلوفاكيا إلى دور الـ16.

احتل المنتخب البرازيلي المركز الأول في مجموعته بعد منافسة قوية مع منتخب البرتغال، الذي يقوده كريستيانو رونالدو. وقد حقق البرتغاليون أكبر نتيجة في المونديال بإحرازهم سبعة أهداف في شباك منتخب كوريا الشمالية دون رد. وبذلك، رافق المنتخب البرتغالي السامبا إلى دور الـ16، حيث احتل المركز الثاني في المجموعة.

في المجموعة الأخيرة، كانت الأنظار على بطل يورو 2008، المنتخب الإسباني، الذي صدم العالم بخسارته في أول مباراة له أمام المنتخب السويسري بهدف نظيف، مما أثار الشكوك حول إمكانية تأهله. لكن منتخب لاروخا انتفض بعد ذلك وحقق انتصارات في المباراتين المتبقيتين، ليتأهل إلى دور الـ16 في الصدارة بفارق الأهداف عن منتخب تشيلي.

كأس العالم 2010 : دور ثمن النهائي

في دور الـ16، قدمت منتخبات أمريكا الجنوبية أداءً متميزاً، حيث تأهل أربعة منها إلى ربع النهائي. وقد تميز هذا الدور أيضاً بقرارات وأخطاء تحكيمية أثارت جدلاً واسعاً بين الجماهير والمحللين.

أول مباراة في هذا الدور كانت بين المنتخب الأوروغواياني ومنتخب كوريا الجنوبية، حيث نجح زملاء دييغو فورلان في تحقيق التأهل بعد الفوز بنتيجة 2-0، سجل هدفي المباراة لويس سواريز.

تمكنت نجوم غانا من إقصاء المنتخب الأمريكي بالفوز عليه بنتيجة 2-1، ليصبح المنتخب الغاني ثالث منتخب أفريقي يصل إلى دور الثمانية بعد الكاميرون والسنغال.

ألمانيا ضد إنجلترا : خطأ تحكيمي أفسد القمة

انجلترا ضد ألمانيا كأس العالم 2010

كانت المباراة المثيرة للجدل في هذا الدور من بطولة كأس العالم 2010 بين إنجلترا وألمانيا. بدأت المباراة بشكل متكافئ وبطيء خلال الربع ساعة الأولى، حيث تبادلت الفرق السيطرة على الكرة دون فرص حقيقية. في الدقيقة 20، افتتح الألمان التسجيل بهدف مفاجئ، عندما أرسل الحارس مانويل نوير كرة طويلة إلى ميروسلاف كلوزه، الذي سجل الهدف الأول.

كادت ألمانيا تضيف الهدف الثاني في الدقيقة 30 عن طريق كلوزه مجددًا، لكن تألق الحارس حال دون ذلك. وبعد دقيقتين، جاء الهدف الثاني عبر لوكاس بودولسكي، مما كشف عن ضعف الدفاع الإنجليزي.

تمكنت إنجلترا من تقليص الفارق في الدقيقة 36 برأسية من إبسون. وبعد ثوانٍ، سدد فرانك لامبارد كرة قوية ارتطمت بالعارضة ثم عبرت خط المرمى، لكن الحكم الأورغوياني لم يحتسبها،كانت هذه الحالة السبب الرئيسي في الاعتماد على تكنولوجيا خط المرمى في المستقبل.

في الشوط الثاني، انهار المنتخب الإنجليزي، حيث فرضت “الماكينات” الألمانية سيطرتها وأحرزت هدفين آخرين عن طريق توماس مولر، لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا 4-1.

الأرجنتين ضد المكسيك: خطأ تحكيمي أخر

في المباراة الرابعة، واجه المنتخب الأرجنتيني نظيره المكسيكي، حيث منح تيفيز التقدم للأرجنتين بهدف أثار جدلاً واسعاً، مما أدى إلى توقف اللعب لمدة دقيقة احتجاجاً على الهدف، حيث اعتبر البعض أن تيفيز كان متسللاً، وهو ما كان صحيحاً. لكن الحكم الإيطالي احتسب الهدف بعد استشارة حكم الخط.

بعد عشر دقائق، أضاف هيغوايين الهدف الثاني للأرجنتين، ثم عاد تيفيز في الشوط الثاني ليسجل الهدف الثالث. وتمكن تشيشاريتو من إحراز هدف حفظ ماء الوجه للمكسيك. بهذا الفوز، ضربت الأرجنتين موعداً كبيراً مع الألمان في ربع النهائي.

تجاوزت البرازيل منتخب تشيلي بسهولة، محققةً انتصاراً بثلاثة أهداف نظيفة. كما تأهلت الطواحين الهولندية بفوزها على منتخب سلوفاكيا بنتيجة 2-1، حيث سجل الأهداف أريين روبن ويسلي سنايدر. واستمرت تألق منتخبات أمريكا الجنوبية بتأهل منتخب باراغواي إلى ربع النهائي بعد الفوز بركلات الترجيح أمام المنتخب الياباني، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

أما آخر مباريات دور الـ16 من بطولة كأس العالم 2010 فكانت قمة أوروبية خالصة وديربي شبه الجزيرة الإيبيرية بين منتخب البرتغال ومنتخب إسبانيا. سيطر أبطال أوروبا على مجريات اللقاء بشكل كبير، وخلقوا العديد من الفرص، لكن الحارس إدواردو كان سداً منيعاً أمام محاولاتهم. في الدقيقة 63 من الشوط الثاني، تمكن ديفيد فيا من إحراز هدف الانتصار الوحيدلصالح المنتخب الإسباني، ليقود كتيبة فيسنتي ديل بوسكي إلى ربع النهائي.

كأس العالم 2010 : دور ربع النهائي

هولندا ضد البرازيل

شهد دور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2010 ثلاث مواجهات بين منتخبات القارة الأوروبية ومنتخبات أمريكا الجنوبية. كانت المباراة الأولى بين منتخب السامبا البرازيلي والطواحين الهولندية، حيث بدأ اللقاء بصراع قوي بين لاعبي المنتخبين وكثرت التدخلات العنيفة.

كان البرازيليون الأخطر في الهجمات المرتدة، وافتتحوا التسجيل مبكراً في الدقيقة 10 عن طريق روبينهو. لكن هولندا نجحت في إدراك التعادل في الشوط الثاني بهدف عكسي من ميلو. وبعد ذلك، ومن ركلة ركنية لعبها أريين روبن، أحرز ويسلي سنايدر هدف التقدم والتأهل برأسية سكنت شباك البرازيل. وبهذا، أصبحت هولندا أول المتأهلين إلى نصف النهائي.

الأرجنتين ضد ألمانيا

كانت المواجهة الثانية في هذا الدور من بطولة كأس العالم 2010 قمة بين الأرجنتين وألمانيا، حيث كان زملاء ليونيل ميسي يسعون للثأر من الإقصاء في مونديال 2006 أمام نفس الخصم. لكن الأحداث جرت عكس ما كانوا يأملون، إذ تقدمت الماكينات الألمانية مبكراً في الدقيقة 3 بواسطة توماس مولر. وانتظر المنتخب الأرجنتيني حتى الدقيقة 23 ليهدد مرمى مانويل نوير للمرة الأولى.

تبادل الفريقان المحاولات، وانتهى الشوط الأول بتقدم المانشافت بهدف نظيف. في بداية الشوط الثاني، بدا التانغو الأرجنتيني بشكل أفضل، حيث فرضوا ضغطاً على لاعبي ألمانيا وكانوا قريبين من إدراك التعادل، لكن تسديدة أنخل دي ماريا الصاروخية في الدقيقة 48 لم تثمر.

ومع ذلك، جاء الرد الألماني سريعاً، ففي الدقيقة 68 أحرز ميروسلاف كلوزه الهدف الثاني. ولم يكد المنتخب الأرجنتيني يستفيق من صدمة الهدف حتى اهتزت شباكه للمرة الثالثة عن طريق فريدريتش. واختتم كلوزه مهرجان الأهداف في الدقيقة 89 من هجمة مرتدة سريعة، مما أدى إلى استمرار العقدة الألمانية بالنسبة للأرجنتين. وهكذا، تأهل المانشافت مع منتخب هولندا إلى نصف النهائي.

إسبانيا ضد باراغواي

في ثالث المباريات بين منتخبات أمريكا الجنوبية ونظيرتها الأوروبية، واجهت إسبانيا منتخب باراغواي. منذ بداية المباراة، سعت “لاروخا” لفك التكتل الدفاعي للمنتخب الباراغوياني، لكنها واجهت صعوبة كبيرة في تهديد مرماهم. حصلت باراغواي على ركلة جزاء بعد عرقلة كاردوزو من قبل بيكيه، لكن كاسياس تصدى لها ببراعة.

بعد دقيقة واحدة، منح الحكم ركلة جزاء لإسبانيا بسبب عرقلة فيا من قبل كازار. نفذ تشابي ألونسو الركلة الأولى وسجلها، لكن الحكم قرر إعادتها، ليقوم الحارس فيار بالتصدي للركلة الثانية. واصل المنتخب الإسباني محاولاته المتتالية حتى جاء الفرج في آخر عشر دقائق عبر ديفيد فيا، الذي سجل بعد هجمة منسقة قادها أنييستا وتلاعب فيها بالدفاع البارغوياني.

وبعد معاناة، تمكن الماتادور الإسباني من التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1950، مما أكد تفوق الكرة الأوروبية على نظيرتها اللاتينية في هذه النسخة من المونديال.

غانا ضد الأوروغواي

تظل المباراة التي جمعت منتخب الأوروغواي مع منتخب غانا عالقة في أذهان الجميع في هذا الدور. بدأ الأوروغويانيون اللقاء بشكل قوي، حيث هددوا مرمى غانا في عدة مناسبات. وتألق حارس غانا في التصدي لتسديدة صاروخية من سواريز، مما حال دون افتتاح التسجيل.

انتظر المنتخب الغاني حتى منتصف الشوط الأول ليهدد مرمى فرناندو موسليرا، حيث سدد جيان أساموه كرة مرت قريبة من القائم الأيسر. وقبل نهاية الشوط، أطلق مونتاري تسديدة رائعة من حوالي 25 متراً إلى الزاوية اليسرى لمرمى موسليرا، ليُنهي بذلك الشوط الأول بتقدم غانا بهدف.

في الشوط الثاني، لم تدم فرحة الغانيين بالهدف طويلاً، إذ نجح فورلان في إعادة الأمور لنقطة الصفر بتسجيله هدفاً مميزاً من ركلة حرة في الدقيقة 55. رغم محاولات الطرفين لتسجيل المزيد، انتهت الفترة الزمنية الأصلية دون أهداف، مما استدعى اللجوء للوقت الإضافي.

بدأ الغانيون الوقت الإضافي بشكل أفضل، وهددوا مرمى موسليرا أكثر من مرة. في الشوط الإضافي الثاني، كاد جيان يسجل هدف الانتصار برأسية، لكن محاولته علت العارضة قليلاً، ورد فورلان بتسديدة مماثلة.

واصل الغانيون سعيهم نحو هدف الفوز، وحصلوا على فرصة ذهبية في اللحظة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، عندما منح الحكم ركلة جزاء إثر لمسة يد من سواريز على خط المرمى، مما أدى لطرده. لكن جيان أضاع ركلة الجزاء، ليضيع بذلك حلم قارة بأكملها في الوصول إلى نصف النهائي للمرة الأولى في التاريخ. وفي النهاية، تفوقت الأوروغواي في ركلات الترجيح، لتؤمن مكانها في المربع الذهبي للمونديال الإفريقي.

تضييع جيان اساموا ركلة الجزاء أمام الأوروغواي في مونديال 2010 جنوب افريقيا

كأس العالم 2010: دور نصف النهائي

هولندا ضد الأوروغواي: مباراة الأهداف الجميلة

كأس العالم 2010 جنوب افريقيا الأوروغواي ضد هولندا

قبل انطلاق نصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا، كانت أبرز التساؤلات تدور حول ما إذا كنا سنشهد بطلًا متوجًا سابقًا يضيف نجمة جديدة إلى رصيده، أم سيكون هناك بطل جديد يتذوق طعم الذهب للمرة الأولى. وقد شهد الجميع نصف الإجابة في هذا الدور، حيث أقيمت المباراة الأولى في المربع الذهبي بين منتخب هولندا ونظيره الأوروغوياني، في لقاء اتسم بالأهداف الجميلة.

بدأت الإثارة في الدقيقة 18 عندما أطلق فان برونكهورست كرة صاروخية استقرت في شباك الأوروغواي. ومع ذلك، لم تستسلم الأوروغواي، ونجح دييغو فورلان في الرد بهدف عالمي قبل نهاية الشوط الأول. في الشوط الثاني، تمكنت هولندا من التقدم مجددًا عن طريق ويسلي سنايدر، ثم عزز روبن النتيجة بتسجيل الهدف الثالث برأسية من مسافة قريبة.

ورغم أن ماكسيميليانو بيريرا قلص الفارق بتسديدة قوية من خارج المنطقة، إلا أن الأوروغواي واصلت ضغطها في اللحظات الأخيرة دون جدوى. وبذلك، تأهلت الطواحين الهولندية إلى النهائي للمرة الأولى منذ 32 عامًا.

إسبانيا ضد ألمانيا: موقعة ثأرية

بذكريات نهائي يورو 2008، حيث كانت آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين. في هذه المباراة، واجهت الماكينات الألمانية، التي قدمت أداءً رائعًا في المونديال، منتخب إسبانيا بطل أوروبا، على أمل الثأر للهزيمة في نهائي أمم أوروبا السابقة.

لم يشهد الشوط الأول أي فعالية تُذكر، حيث هيمن المنتخب الإسباني بينما تراجع الألمان، الذين اعتمدوا بشكل أساسي على الهجمات المرتدة دون أي تأثير واضح. انتهى الشوط الأول من المباراة الثانية من بطولة كأس العالم 2010 بالتعادل السلبي.

ومع بداية الشوط الثاني، تواصلت الإثارة وبلغت ذروتها مع توالي محاولات المنتخب الإسباني. وفي الدقيقة 69، كاد توني كروس، الذي دخل بديلاً، أن يفتتح التسجيل لألمانيا بعد أن تلقى تمريرة من لوكاس بودولسكي وسددها نحو المرمى الإسباني، لكن الحارس إيكر كاسياس تصدى لها ببراعة.

وجاء الرد الإسباني القاسي في الدقيقة 73، عندما ارتقى كارليس بويول لكرة ركنية محرزًا هدفًا غاليًا في تاريخ الماتادور. وظلت النتيجة على حالها حتى نهاية المباراة، ليحقق المنتخب الإسباني حلمه بالوصول إلى نهائي كأس العالم بعد طول انتظار.

هدف بويول أمام ألمانيا نصف نهائي كأس العالم 2010

نهائي كأس العالم 2010 : بطل جديد

تاريخ كأس العالم شهد العديد من اللحظات المميزة، ومن بينها اللقاء التاريخي الذي جمع بين المنتخب الإسباني بطل أوروبا بجيلها الذهبي، ومنتخب هولندا الذي وصل إلى النهائي للمرة الثالثة باحثًا عن التتويج باللقب الأغلى.

دخلت إسبانيا المباراة بقوة، وبدأت تشن الهجمات المتتالية على مرمى هولندا، وكاد المدافع سيرجيو راموس أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الثالثة بضربة رأسية تصدى لها الحارس ستيكلنبورغ. وواصل دافيد فيا وزملاؤه السيطرة شبه المطلقة على مجريات المباراة، على الرغم من الخشونة وكثرة التدخلات، مما جعل اللعب متكافئًا في بعض الفترات، حيث بدأ الهولنديون في الخروج من سباتهم مع بعض المحاولات، أبرزها كانت لروبن الذي اقترب من التسجيل، لكن الحارس كاسياس كان في الموعد. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي.

في الشوط الثاني، واصلت إسبانيا محاولاتها دون أن تشكل خطورة كبيرة. وفي الدقيقة 61، وجد روبن نفسه وجهًا لوجه مع كاسياس، لكن كرته اصطدمت بقدم الحارس الإسباني. ورد المنتخب الإسباني عبر هدافه المتألق دافيد فيا، الذي أخفق في افتتاح التسجيل في الدقيقة 70. على الرغم من السيطرة الواضحة للمنتخب الإسباني، إلا أن كتيبة فيسنتي ديل بوسكي لم تتمكن من الوصول إلى شباك هولندا، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة أيضا بالتعادل السلبي.

محاولة روبن الضائعة أمام الحارس كاسياس

مع بداية الوقت الإضافي، كانت الأفضلية لصالح إسبانيا، حيث تبادل المنتخبان الفرص. وقبل انتهاء الشوط الإضافي بأربع دقائق، جاء الفرج عن طريق أندريس إنييستا، الذي أسكن الكرة في شباك هولندا. وبذلك، توج المنتخب الإسباني بطلاً للعالم للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح ثامن منتخب يحصد هذا اللقب الغالي بجيل ذهبي حقق كل شيء.

هدف انيستا التاريخي أمام منتخب هولندا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى