الأسطورة البرتغالية، روي كوستا، يُعد واحدًا من أفضل صانعي الألعاب في العالم، ويتمتع بشهرة لا تُعاد في تاريخ البرتغال، حيث يُعتبر أيقونة لن تتكرر. يعد أيضًا أحد لاعبي الجيل الذهبي للبرتغال بقيادة لويس فيغو. يتميز كوستا بالرشاقة والتركيز، ويتمتع بقدرة على التمريرات الدقيقة والتسديدات الخطيرة، كما أنه هداف بالفطرة.
وجوده ومهارته في الملعب يُسحر عشاق كرة القدم، وفي هذا المقال سنروي لكم قصة الموسيقار روي كوستا.
حياة راعي البقر روي كوستا
مانويل روي كوستا وُلد في التاسع والعشرين من شهر مارس لعام 1972 في البرتغال. منذ صغره، كان مولعًا بـ”رعاة البقر”، وكان يُلقب بـ”راعي البقر” بين أطفال منطقته وعائلته.
عشق مانويل الدراسة وكان يلتزم بها دائمًا، وكان دائمًا من بين المتفوقين في فصله. بفضل موهبته في كرة القدم، أصبح لاعبًا محترفًا في سن مبكرة، إذ انضم إلى أحد أندية الفئة العمرية عندما كان في الثامنة من عمره. في سن العاشرة، لفت انتباه أوزيبيو، أسطورة البرتغال، في إحدى مباريات البراعم. أثنى أوزيبيو على روي قائلاً: “أنت ستكون أسطورة في المستقبل.”
احتراف روي كوستا
بدأ روي كوستا مسيرته الكروية في صفوف نادي فافي البرتغالي، لكنه سرعان ما انتقل من الدرجة الثالثة إلى الأولى مع نادي بنفيكا البرتغالي. مع بنفيكا، حصد روي كوستا كأس البرتغال عام 1993 وفاز أيضًا ببطولة الدوري البرتغالي في عام 1994.
بعد الأداء الرائع والمستوى المتميز الذي كان يقدمه روي كوستا مع نادي بنفيكا، بدأت الأندية العالمية في التعبير عن اهتمامها بالتعاقد معه. انتقل روي كوستا إلى نادي فيورنتينا الإيطالي كوجهته المقبلة، وتمت صفقة انتقاله من بنفيكا إلى فيورنتينا مقابل خمسة ملايين يورو. استمرت قصة روي كوستا مع فيورنتينا لمدة سبع سنوات كاملة، حيث شكل خلالها ثنائية ذهبية رائعة مع أسطورة أرجنتينية أخرى تدعى جابريل باتيستوتا.
روي كوستا قدم مواسم استثنائية مع فيورنتينا، حيث ساهم بشكل كبير في صناعة مجد الفريق. تمكن من تحقيق لقبين في كأس إيطاليا، بالإضافة إلى الفوز بلقب السوبر الإيطالي. كان أداؤه متميزًا لدرجة أنه تم اختياره لجائزة أفضل لاعب أجنبي خارج إيطاليا، مما يعكس تأثيره الكبير والإضافة القيمة التي قدمها لفريق فيورنتينا خلال فترة تواجده في النادي.
هذه المستويات الاستثنائية جعلت الصحافة الإيطالية تطلق على روي لقب “جوهرة البرتغال”. كما أنه أصبح موضع اهتمام الأندية الكبيرة سواء داخل إيطاليا أو خارجها، لكن اللاعب ظل وفياً لفريقه.
بعد هذه الحقبة الجميلة، جاء الإعلان عن إفلاس نادي فيورنتينا، مما أجبر النادي الإيطالي على بيع أبرز لاعبيه لتسديد الديون الضخمة التي كانت عليه. ومن بين اللاعبين المطلوبين بشدة كان روي كوستا، الذي كان محط اهتمام عدة أندية داخل إيطاليا، بما في ذلك بارما وميلان.
دخل البرتغالي في نزاع مع إدارة فيورنتينا بسبب قرارها ببيعه دون موافقته إلى بارما. وعلى الرغم من إصراره على رفض تلك الصفقة،أبلغ النادي عن قراره بالانتقال إلى الميلان في صفقة بلغت قيمتها أكثر من 40 مليون يورو.
مسيرة المايسترو في نادي ميلان
انتقل النجم البرتغالي إلى نادي ميلان الإيطالي مطلع موسم 2001، حيث كان أغلى لاعب في تاريخ الروسونيري في ذلك الوقت. في البداية، لم يقدم اللاعب أداءً جيدًا مثلما قام به في نادي فيرونتينا خلال موسمه الأول، ولكنه عوض ذلك بتألقه في المواسم التالية.
ساهم روي كوستا بشكل كبير في حصد ميلان لبطولة الدوري الإيطالي، والسوبر الإيطالي، وكأس إيطاليا، بالإضافة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في موسم 2002-2003، حيث فازوا في النهائي على يوفنتوس. كما قاد الفريق أيضًا للفوز ببطولة السوبر الأوروبي.
في تاريخ 27 سبتمبر 2001، سجل روي كوستا هدفه الأول مع ميلان في الجولة الأولى من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي ضد باتي بوريسوف. تمكن من إضافة المزيد من الأهداف خلال مسيرته مع الفريق نحو الدور ربع النهائي. ومع ذلك، تأثرت أداؤه بشكل كبير بالإصابات خلال موسمه الأول، بدايةً من إصابة في المعصم في أول ظهور له، وكان مستواه متذبذبًا خاصة أثناء اللعب في خارج الميدان أمام الفيولا.
استقبلت جماهير ناديه السابق، فيورنتينا، كوستا بالبكاء عندما عاد لمواجهتهم، مما أثار ردود فعل غاضبة منه عندما كان في ميلان.
قبل بداية موسمه الثاني في ميلان، واجه روي كوستا منافسة شرسة من اللاعب البرازيلي الجديد ريفالدو. ومع ذلك، تمكن كوستا من الحصول على مكان أساسي في الفريق، وذلك في المباريات التي تلتها.
في 24 سبتمبر 2002، صنع كوستا ثلاثة أهداف في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد ديبورتيفو دي لاكورونيا، التي انتهت بفوز ميلان 4-0. كما سجل أول أهدافه المحلي في 18 ديسمبر ضد نادي أنكونا في ملعب سان سيرو، في مباراة إياب دور الـ16 من كأس إيطاليا.
كوستا لعب أيضًا دورًا بارزًا في فوز ميلان على بورتو 1-0 في كأس السوبر الأوروبي عام 2003، حيث صنع تمريرة حاسمة لهدف أندريه شيفتشينكو الوحيد في المباراة.
في موسم 2003-2004، كانت دقائق لعب روي كوستا محدودة بسبب انتزاع البرازيلي كاكا لمركز أساسي في التشكيلة الأساسية لفريق ميلان. ومع ذلك، لم يمنع ذلك البرتغالي من المساهمة في عدة مباريات خلال الموسم بأكمله.
نهاية مسيرة اللاعب
في 25 مايو 2006، أعلن كوستا عودته إلى نادي بنفيكا بعد انتهاء عقده مع نادي ميلان، لتحقيق حلمه الذي طالما راوده بالعودة إلى النادي الذي بدأ معه مسيرته. على الرغم من أنه استُخدم كلاعب أساسي تحت قيادة المدرب فرناندو سانتوس، إلا أنه خلال هذا الموسم عانى من إصابات متعددة. في أكتوبر، تعرض لتمزق عضلي أبعده عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر، وفي فبراير تعرض لإصابة عضلية أخرى.
قبل نهاية الموسم، أعلن أن الموسم التالي سيكون الأخير في مسيرته الاحترافية. قاد نادي بنفيكا إلى ضمان التأهل إلى مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل ثنائية ضد كوبنهاغن في التصفيات. بعد ذلك، أوقعت قرعة دوري الأبطال نادي بنفيكا في مجموعة تضم نادي ميلان، النادي السابق لكوستا.
لعب كوستا لآخر مرة في سان سيرو في 18 سبتمبر 2007، حيث خاض مباراة مع نادي بنفيكا ضد ميلان في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا. وكان لقاءه الأخير في ملعب دا لوز ضد فيتوريا دي سيتوبال، حيث تم استبداله في الدقيقة 86 وسط تصفيق حار من المتفرجين، وهذا كان نهاية رحلته الكروية الاحترافية.
مسيرة روي كوستا مع منتخب البرتغال
كوستا كان بالفعل جزءًا من الجيل الذهبي لكرة القدم البرتغالية، وقاد منتخب الشباب للتتويج بكأس العالم للشباب مرتين:
- الأولى في عام 1989 في المملكة العربية السعودية، حيث فازت البرتغال على نيجيريا في النهائي.
- الثانية في عام 1991 في البرتغال، حيث توجت البرتغال بالبطولة بعد أن تعادلت مع البرازيل في المباراة النهائية وفازت في ركلات الترجيح.
هذه الإنجازات جعلت البرتغالي جزءًا أساسيًا من تاريخ كرة القدم البرتغالية، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق هذه البطولات الدولية الهامة للمنتخب البرتغالي في فئة الشباب.
بدأ مشواره مع المنتخب البرتغالي في 31 مارس 1993، حينما شارك لأول مرة مع الفريق الوطني في مباراة التعادل 1-1 ضد سويسرا في تصفيات كأس العالم 1994. فيما يلي بعض الأحداث المهمة في مسيرته الدولية:
- أحرز أول أهدافه الدولية ضد منتخب مالطا في مباراته الثالثة مع المنتخب البرتغالي.
- شارك في بطولة يورو 1996 في إنجلترا، حيث وصل المنتخب البرتغالي إلى دور ربع النهائي قبل أن يخرج بخسارة أمام جمهورية التشيك.
هذه المباريات والأحداث تعكس مساهمة روي كلاعب مهم في منتخب البرتغال خلال فترة مشاركته الدولية.
خلال تصفيات كأس العالم 1998 في فرنسا، تعرض روي للطرد لأول مرة في مسيرته الدولية أمام منتخب ألمانيا. الحادث وقع عندما كان يتم استبداله، حيث تلقى بطاقة حمراء من قبل الحكم مارك باتا بسبب بطء ترك الملعب، مما جعل منتخب البرتغال غير قادر على استبداله بلاعب بديل. بعد دقائق من ذلك الحدث، أدرك منتخب ألمانيا التعادل من خلال هدف لأولف كيرستن، مما أدى إلى تعثر البرتغال في الفوز وتأهلها للمشاركة في كأس العالم.
في تصفيات أمم أوروبا 2000، أبدع روي كوستا بشكل كبير حيث سجل ستة أهداف في مباريات فازت بها البرتغال، بما في ذلك اثنين في كل من مباراتيه ضد ليختنشتاين ومباراة واحدة ضد المجر. هذه الأهداف ساهمت بشكل كبير في تأهل البرتغال لبطولة أمم أوروبا 2000 في بلجيكا وهولندا.
خلال البطولة نفسها، قاد روي كوستا المنتخب البرتغالي بأداءه المميز ومساهمته في الهجوم. في مباراة مهمة ضد إنجلترا، ساهم في صناعة الهدفين الأخيرين لزملائه جواو بينتو ونونو جوميز، حيث انتهت المباراة بفوز البرتغال 3-2. هذا الانتصار ساعد المنتخب البرتغالي على التأهل إلى دور ربع النهائي وبعده النصف النهائي لبطولة أمم أوروبا 2000، مما أظهر دور كوستا البارز في الفريق خلال تلك الفترة.
كانت مسيرة البرتغال وروي كوستا سيئة خلال مونديال 2002،تم إقصاء البرتغال من دور المجموعات في كأس العالم 2002 وقدم الموسيقار احدى اسوء معزوفاته الكروية.
قبل بطولة أمم أوروبا 2004 المنظمة في البرتغال،انتقد كوستا ولويس فيجو قرار المدير الفني لويز فيليبي سكولاري باختيار مواطنه البرازيلي ديكو (وهو لاعب في نفس مركز كوستا) بعد أن تم استبداله بين الشوطين في خسارة مفاجئة في اللقاء الافتتاحي أمام اليونان لم يشارك بعدها روي كثيراً فكان يدخل بديلا ولكنه نجـح في التهديف أمام روسيا، وقدم خلال دور الربع أمام معزوفة موسيقية رائعة تكللت بهدفا رائع على الأنجليز .وإختتم روي كوستا مسيرته الدولية مع المنتخب البرتغالي عقب الخسارة الصادمة في المباراة النهائية أمام احفاد الاغريق منتخب اليونان وكان ذلك اللقاء رقم 94 للأسـطورة البرتغالية.
مابعد الاعتزال
في البداية شغل روي كوستا منصب المدير الرياضي في نادي بنفيكا،بعد ذلك تم انتخابه كرئيس للنادي البرتغالي بحصوله على 84% من الأصوات.عمل الرئيس على القيام بعدة اصلاحات على المستوى الاداري والاقتصادي بالاضافة الى الاستثمار في اللاعبين الشباب وتمثل ذلك من خلال شراء لاعبين في السوق الاتنينية وبيعهم للاندية الكبرى بمبالغ ضخمة.
معلومات حول اللاعب
الاسم الكامل | روي مانويل سيزار كوستا |
الميلاد | مواليد 29 مارس 1972 في لشبونة بالبرتغال |
الطول | 1.80 م (5 قدم 11 بوصة) |
مركز اللعب | وسط هجومي |