آرسنال: قصة دوري اللاهزيمة 2004
يعتبر نادي آرسنال أول فريق في الدوري الإنجليزي الذي حقق البطولة دون أي خسارة. النادي أُسس من قبل عدد من العمال العاملين في سكك الحديد في لندن. لم تبدأ نجاحات آرسنال وبطولاته إلا في الثلاثينيات تحت قيادة الرئيس هربرت شابمان. حقق النادي أول بطولة للدوري الإنجليزي في سنة 1930، ولم تقتصر نجاحات آرسنال في الثلاثينيات على بطولة الدوري فقط، حيث حقق بطولة كأس FA خمس مرات.
في سنة 1971، جمع أرسنال بين بطولة الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية المحترفة. وفي نهاية السبعينيات،كان الحظ سيء للفريق حيث وصل إلى نهائي كأس الاتحاد ثلاث مرات وخسرها جميعًا.
آرسنال حقبة جورج غراهام
وفي عام 1986، تولى لاعب ارسنال السابق جورج جراهام تدريب النادي وقاد الفريق لمدة ست سنوات، وكان أبرزها حصولهم على لقب الدوري في عام 1989. أما في التسعينيات من القرن الماضي، فقد تمكن أرسنال من الفوز بلقب الدوري مرة أخرى في عام 1991، وبعد سنتين، جمع النادي بين كأس إنجلترا وكأس رابطة الأندية المحترفة.
وفي سنة 1994 استطاع الارسنال ان يفوز بلقب كأس الكؤوس الاوربية بعد فوزه في النهائي على بارما الايطالي, في منتصف 1996 وبعد مرور ارسنال بفترة حرجة بعد انهاء عقد جورج جراهام وتعاقب مدربين اثنين على تدريب الجانرز خلال فترة قصيرة قام نائب رئيس الأرسنال ديفيد دين بالخطوة الأفضل عندما احضر ارسين فينغر لتدريب الفريق.
حقبة الثعلب الفرنسي آرسين فينغر
عندما جاء آرسين فينغر، لاحظ الفرنسي أن بطولات الدوري محتكرة من طرف مانشستر يونايتد أصر فينغر على تحويل الأمور. وبالفعل، بدأ فينغر التخطيط بجدية، وخلال عام ونصف نجح في اقتناص بطولة البريميرليج من بين أيدي السير أليكس فيرغسون. في موسم 1997/1998، ذهبت البطولة إلى خزائن آرسنال كأول بطولة يحققها فينغر، وأضاف الثانية في موسم 2001-2002.
أما في موسم 2002-2003، تصدر آرسنال الدوري منذ الجولة الأولى، وكان قريبًا جدًا من الحصول على اللقب ولكن بسبب أحداث دراماتيكية، بما في ذلك تعادل مخيب أمام بولتون وخسارة أمام ليدز، فقد خسر آرسنال في الجولتين الأخيرتين لقب الدوري، وضاع الحلم وذهبت البطولة إلى مانشستر يونايتد.
وأشد المتفائلين في ذلك الوقت لم يكونوا يتخيلون الإنجاز والمسار التاريخي الذي سيحققه المدفعجية في الموسم المقبل.
البريميرليج موسم 2003-2004
مشوار ارسنال في مرحلة الذهاب
افتتح آرسنال مشواره في الدوري هذا الموسم بفوز على إيفرتون بهدفين مقابل هدف، وتمكن اللاعب تييري هنري من تسجيل أول أهداف المدفعجية في هذه المباراة في الدقيقة 53 من ضربة جزاء. وربما فتح هذا الهدف شهية هنري لتحقيق لقب هداف الدوري. ثم سجل بيريز الهدف الثاني في هذه المباراة. في المباراة الثانية، استضاف مدلزبره آرسنال على ملعبه، ولكن آرسنال حل ضيفاً ثقيلاً وأمطر شباك مدلزبره بأربعة أهداف نظيفة. بعد ذلك، حقق آرسنال فوزاً على أستون فيلا بهدفين دون مقابل، وأيضاً فاز على مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف.
وتوقف قطار المدفعجية مؤقتاً ليبدأ التنافس على الصدارة مع مانشستر يونايتد وتشلسي بعد تعادل آرسنال في مبارتين أمام بورتسموث بنتيجة 1-1، ثم تعادل سلبياً مع مانشستر يونايتد. ولكن آرسنال استعاد عافيته ونشاطه، وأمام خصمين عنيدين، حقق الفوز على نيوكاسل بصعوبة بنتيجة 3-2، ثم تغلب على ليفربول في أنفيلد بنتيجة 2-1. بعد ذلك، التقى تشلسي في الهايبري، وتمكن رفاق تيري هنري من تحقيق الفوز بنتيجة 2-1.
استمر نادي أرسنال في تحقيق عدة نتائج إيجابية ( تعادل مع تشارلتون 1-1 ثم فوز عريض على ليدز باربعة اهداف مقابل هدف وعلى ملعب ليدز يونايتد في الجولة العاشرة، و حقق بعدها ارسنال فوزين مهمين ضد توتنهام 1-2 ثم امام برمنجهام 3-0)
وتعثر الجانرز في بعض المباريات مما سمح لمانشستر يونايتد بخطف الصدارة، (بعد أن تعادل آرسنال مرتين أمام فولهام بتعادل سلبي، وأمام ليستر سيتي 1-1. ثم حقق انتصارًا صعبًا على بلاكبيرن 1-0 في الهايبري، ثم تعادل مع بولتون 1-1).
تمكنت كتيبة فينغر من تحقيق فوز كبير على ولفرهامبتون بنتيجة 3-0. وفي نهاية الدور الأول، نجح ارسنال في الفوز على ساوثهامبتون بهدف نظيف، لينتزع الصدارة في الدوري الإنجليزي برصيد 42 نقطة.
مرحلة الاياب: الطريق نحو الحسم
بعد النجاح المتميز الذي حققه في الدور الأول والملاحقة المستمرة من تشلسي ومانشستر يونايتد، بدأ ارسنال الدور الثاني بتعادل إيجابي 1-1 مع إيفرتون. يبدو أن هذا التعادل حفز لاعبي آرسنال للتعويض وتحطيم كل العقبات أمامهم، حيث بدأوا سلسلة من الانتصارات. في المقابل، بدأ مانشستر يونايتد يبتعد كثيرًا عن المنافسة، أما تشلسي فكانت نتائجه متذبذبة.
تمكن آرسنال من الفوز في تسع مباريات متتالية في الدوري،استطاع زملاء هنري من الفوز في خمس مباريات على أرضه في الهايبري، حيث تغلب على ميدلزبره، ومانشستر سيتي، وساوثهامبتون، وتشارلتون، وبولتون. كما حقق أربع انتصارات خارج أرضه، على استون فيلا، وولفرهامبتون، وتشلسي، وبلاكبيرن.واستطاع المدفعجية أن يحرزو في هذه المباريات التسع 12 هدفاً، ويتصدروا الدوري بكل جدارة برصيد 57 نقطة.
استعد آرسنال لمواجهة خصمه العنيد مانشستر يونايتد في مباراة القمة في إنجلترا،التقى الفريقان،انتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي. في منتصف الشوط الثاني، نجح تييري هنري في تسجيل هدف رائع من خارج منطقة الجزاء ليفتتح التسجيل لآرسنال. وعندما كان آرسنال يستعد للاحتفال بالفوز، نجح مانشستر يونايتد في إيقاف سلسلة الانتصارات بتسجيل لويس ساها هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة لتنتهي مباراة قمة إنجلترا بالتعادل بهدف لكل منهما.
بعد أن استراح الجانرز من مباراة القمة التي كانت تحمل ضغطًا إعلاميًا وجماهيريًا على الفريق، اضطر الغانرز لخوض مباراتين قويتين في ظرف ثلاثة أيام فقط. لعبوا أولاً ضد ليفربول وفازوا عليه بنتيجة 4-2. ثم تعادلوا سلبيًا مع نيوكاسل على أرضهم. بعد ذلك جاءت مباراة ليدز يونايتد، حيث فاز الفريق بخماسية نظيفة. أبدع الغزال تييري هنري في هذه المباراة وسجل سوبر هاتريك، ليضع آرسنال على بُعد خطوة واحدة فقط من التتويج في البريميرليج.
أرسنال والدوري الذهبي
ثم جاءت المباراة التي لا ينساها أبناء الهايبري، عندما استضافهم فريق توتنهام في ديربي شمال لندن.كان التعادل يكفي زملاء فييرا لضمان اللقب، ولكن الخسارة كانت ستضعه في موقف حرج مع منافسه تشلسي، وربما تؤخر تتويج الفريق وتمنعه من تحقيق إنجاز الفوز ببطولة الدوري بدون أي خسارة.
الأرسنال بدأ اللقاء متطلعًا للفوز، وتمكن من التقدم بهدفين دون رد. ثم سجل توتنهام هدفًا ليقلص الفارق. في الوقت بدل الضائع، منح الحكم ضربة جزاء لتوتنهام سجلها روبي كين لينتهي اللقاء بالتعادل بهدفين لكلا الفريقين. حصل الجانرز على نقطة ثمينة في هذا التعادل، وأعلن تتويجه رسميًا بطلاً للبريميرليج.
بعد مباراة توتنهام وبعد ضمان اللقب، أكمل المدفعجية مشواره في الدوري. لعبوا مباراتهم في الأسبوع 36 ضد برمنغهام وانتهت بالتعادل السلبي. ثم لعبوا ضد بورتسموث في المباراة المؤجلة، حيث تقدم بورتسموث بهدف مما أثار قلق جماهير المدفعجية، لكن تسديدة المنقذ خوسيه أنطونيو رييس حسمت اللقاء بالتعادل الايجابي 1-1.
بعد ذلك، التقوا مع فولهام في الجولة قبل الأخيرة وفازوا بهدف وحيد سجله رييس في الدقيقة التاسعة، على أرض فولهام.
في المباراة الاحتفالية الأخيرة، لعب ارسنال ضد ليستر سيتي، وتفاجأ الجميع بهدف ليستر في الدقيقة 26 من الشوط الأول الذي انتهى على هذا النتيجة. في الشوط الثاني، وتحت ضغط المدفعجية، نجح تييري هنري في تسجيل هدف التعادل من ركلة جزاء، وكان هذا الهدف هو الثلاثين له في الدوري. ثم أضاف باتريك فييرا هدفًا آخر لآرسنال في الدقيقة 66، لينتهي اللقاء بفوز للغانرز، وتحقيق إنجاز تاريخي كأول فريق يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز 38 مباراة دون أي خسارة، وبالتالي تحقيق الدوري الذهبي.